تقسو علينا الأيام فتغرقنا في مصاعبها .. حتى نكاد ننسى من نحن ولماذا نعيش ..
نرى حولنا ظلاما حالكا ونفقد أي بصيص للنور والأمل .. نطالب من كان لهم يدا في قسوة الأيام علينا بالبعد حتى لو كانوا اقرب الناس إلى قلوبنا
أو ربما نقرر الرحيل بعيدا عن أي عالم يوقظ القلق بداخلنا .. ننزوي مع أنفسنا لنتأمل ملامحنا التي غيرتها السنين لتتحول من ملامح طفولية إلى ملامح أضناها البعد وقتلتها الغربة
رغم كل معالم الأسى المرتسمة على محيانا نلمح ذلك الطفل الذي يسكننا نراه هناك قابعا في زوايا الروح متشبثا ببقايا الإنسانية التي فقدناها في هذا الزمان
ذلك الطفل الذي ينزف ألما وحنينا وشوقا لماضي عاشه ولا يرى منه الآن إلا أشلاء متناثرة ...تلك المعاني من ضحك ولعب وتسامح وغضب طفولي ...
التي كانت تزول في دقائق..
أما اليوم تتحول مع قسوة الزمن إلى أحقاد غارقة في السواد هكذا نراها مع تراكم الآلام...
نرى أننا بعيدون كل البعد عن الروح الصافية التي لم تلوثها يد الحقد والحسد .. لكننا دوما نفاجئ وفي أصعب الظروف أن ذلك الطفل حافظ على نقائه في سواد الأيام ...ذلك الطفل في ضعفه الخالد يجسد روح البراءة فيظن
انه الوحيد الذي عانى على يد الحقد والحسد ....
ويقع في حيرة مما يراه
هل هناك بشر يتصرفون بهذه الدونية ..!!
وهل هناك أجساد بشرية تسكنها وحوش أشرس من وحوش البراري
تسعفه الدموع كي يغسل أثار الحقد الذي لم يستمر سوى لثوان بسيطة نتيجة الالم والظلم
..تلك الدموع الصادقة تعيد بذر النقاء من جديد وترويه كي يتأصل في نفوسنا
نعود للتوزان والرضا وقد تعلمنا من الطفل الذي يسكننا
أننا بشر وسنبقى كذلك رغم كل الوحوش المحيطة بنا و التي تدخل تحت مسمى
:: إنسان::